الكونت ♥♥ المدير العام ♥♥
عدد المساهمات : 225 نقاط : 5433 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 30 الموقع : منتديات الكونت المانعي
| موضوع: بالصور ..عندما شرب الحلبيون من ماء الفرات للمرة الاولى الخميس فبراير 17, 2011 11:49 am | |
| كانت حلب عبر التاريخ تستقي من ماء قناة حيلان ونهر قويق و مياه عين التل . في الثلاثينات من القرن الماضي حولت تركيا مياه نهر قويق التي تنبع من جوار عينتاب إلى مزارعها، ولم تعد تتركه إلا شتاء حين لا تكون محتاجة إليه و لم يعد مصدرا مائيا لحلب . المجرى القديم لنهر قويق قبل دخوله حلب ( رمم مؤخرا )
و نقصت مياه حيلان في العشرينات من القرن الماضي . برك تجميع المياه في حيلان ( قرب المسلمية ) بعد جفافها صارت حلب تعتمد بشكل رئيسي على شركة فرنسية تدير امور ( االكهرباء و الماء و الترام ) لتجر اليها المياه من نبع "عين التل " بكمية تصل الى 12 الف متر مكعب يوميا بينما حاجة المدينة تزيد على 30 الف متر مكعب يوميا . التجهيزات القديمة لسحب المياه من نبع عين التل
في عام 1945 بدأت مياه الشرب التي كانت تجلب للمدينة بالانقطاع و اعتقد الناس ان خروج الفرنسيين و جلائهم عن البلاد دفع الشركة الفرنسية للانتقام بقطع مياه الشرب و تشكلت لجنة للبحث في اسباب انقطاع المياه فتبين ان السبب انخفاض المياه الجوفية و تزايد الاستهلاك . آبار المياه الجافة في عين التل
اقترحت اللجنة تقنين الاستهلاك و حفر آبار أعمق لاستخراج المياه ، علاوة على ذلك فقد أصبح عدد سكان حلب يتزايد، حتى أربى على ربع مليون نسمة فـي منتصف الأربعينات .
و بلغ عدد المشتركين في الشركة الفرنسية عام 1946 ثمانية الاف و ستمائة و اربع و عشرين مشترك يتزودون و عائلاتهم بمياه الشرب من الشركة الفرنسية .
اما بقية سكان المدينة فكانوا يتزودوا بالمياه من حنفيات الماء العامة و من الآبار الموجودة في بيوتهم سواء منها التي تتجمع فيها مياه الامطار او التي تنبع من المياه الجوفية السطحية .
و فـي إحصاء جرى عام 1947،أظهرت النتائج أن عدد سكان حلب /265000/ نسمة فـي حين أن عدد سكان مدينة دمشق كان /264000/ نسمة.
وحين اشتدت وطأة الظمأ على المدينة،و تأكد تقصير الشركة الفرنسية ، جرى البحث عن أيسر الطرق لإرواء أهلها، واستقر الرأي على جر ماء نهر الفرات إليها.
و كان العائق الاول هو الامتياز المعطى للشركة الفرنسية الذي يمنع السماح لشركة أخرى بتزويد حلب بالمياه ، و مع جلاء القوات الفرنسية عن سوريا و انحسار النفوذ الفرنسي الذي كان يحمي الشركة طالبت بلدية حلب الشركة بالتخلي عن امتيازها ، فما كان من الشركة الا ان طلبت تعويضا يقدر بخمسة ملايين ليرة سورية كتعويض للتخلي للبلدية عن ابنيتها و منشآتها و تجهيزاتها و عن امتيازها ، و هو مبلغ طائل في ذلك الوقت ،و في النهاية توصل الطرفان لانهاء الامتياز . قسم من منشآت الشركة الفرنسية في عين التل
, لكن الازمة تفاقمت فما كان من أربعة من نواب حلب هم رشدي الكيخيا وناظم القدسي ولطيف غنيمة وعبد الرحمن الكيالي الا ان اقترحوا على الحكومة رصد مبلغ لتنفيذ جر الماء من نهر الفرات لحلب لارواء المدينة و ما حولها من بساتين .ومن حق هؤلاء النواب الذين ساندوا المشروع، أن أستمطر على أرواحهم رحمة الله لأن الخدمة التي قدموها لهذه المدينة الغالية لا تقدر بمال.
و كان جواب وزير الأشغال العامة الدكتور عدنان الأتاسي فـي المجلس النيابي :
« بالنسبة لموضوع جر ماء الفرات إلى حلب، هناك مسألتين مستقلة إحداهما عن الأخرى:
الأولى قضية جر الماء اللازم للشرب. والثانية قضية إرواء المنطقة الزراعية حول المدينة.
إن جر ماء الشرب يتكلف 20 مليون ليرة، وأن تكلفة ري الأراضي التي تبلغ مساحتها تسعة آلاف هكتار لإنشاء مزارع مسقية ومشجرة تناهز 30 مليوناً على أساس أن كلفة ري الهكتار الواحد تبلغ 500 ليرة سورية وهي عملية ليست مجزية اقتصادياً ».
وقد وافقت لجنة الموازنة في عام 1947 على تخصيص 20 مليوناً من الليرات السورية لتأمين كمية من المياه تكفي للشرب فقط و رفض مشروع تأمين مياه لري بساتين المدينة .
في انتظار تنفيذ المشروع تفاقمت الازمة في المدينة و في عام 1948 صدر مرسوم جمهوري يجيز للجنة تابعة لبلدية حلب سميت لجنة مياه الفرات بجر ثلاثة الاف متر مكعب يوميا من مياه حيلان و صبها في أنابيب الشركة الفرنسية لارواء المدينة ، و كانت مياه حيلان قديما تصل في أقنية محفورة منذ القديم الى بعض الاحياء في حلب .
كان مشروع جر مياه الشرب يقتضي رفع ماء الفرات بالمحركات إلى ارتفاع 95 متراً، ثم دفعه آلياً فـي قناة طولها تسعون كيلو متراً. أنفاق بيتونية لجر المياه
وكان المبلغ المرصود كافياً لحفر قناة تكفي لاستجرار 50 ألف متر مكعب يومياً من ماء الفرات
مدخل الخزان الرئيسي في منطقة كرم الجبل
وصلت مياه الفرات لأول مرة لحلب في بداية الخمسينات و تم الاستغناء عن آبار عين التل و ينابيع حيلان .
وقد توسعت أحياء المدينة منذ ذلك التاريخ ، وازداد عدد سكانها كثيراً ، و قد أنشئت بعدها مجموعة من قنوات الجر من نهر الفرات لحلب وبلغ ما يصل إلى حلب عام 1998 ما يزيد على 207 ألف متر مكعب يومياً، و منذ فترة قريبة احتفل بوصول قناة الجر الرابعة، و يجري العمل على شق و تجهيز قناة جر خامسة في السنوات القليلة القادمة .
ارجو ان يعجبكم الموضوع وارجو التثبيت والتقيم اذا المو ضوع اعجبكم ويسلمووو أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــوكــــــــــ ــــــــــــــم | |
|